لم أعرف حينها ان تلك الكلمات ستشهد على جريمة صمتك. و لم أعي أن صمتك هذا الذي كنت أفاخر به الأفواه المتكلمة سيقتلني. كثيرةٌ هي العوامل التي لم آخذها بالحسبان وأنا أدون لك مشاعري على ورق رمادي ظناً مني بأنك لا زلت تقدس الكلمة الصادقة و العبارة النابعة من الصميم. كثيرة هي السيوف التي رسمتها بحروف عربية كريمة متجاهلةً لسانك الذي لا يفقه من جمالية لغتي شيئا
وها هي السيوف تطعن خاصرتي و العبرات تتوقف عند حدود وجنتي منتظرة تصريحاً مني بالعبور
فيا ويلك من تلك العيون المتكبرة وذلك القلب الحليم الذي يرفض الإستسلام إلى شهوات الغضب و الجنون ليعلن بصمته هذا ترفعه عن ضعفك و تمرده على لعبةً لا و لن يألفها
لم أعرف حينها أن تلك المنفضة التي تركتها ورائك ستبوح بأسرارٍ رفضت شفاك عن البوح بها. وتلك الأوراق المبعثرة التي شهدت ضياع كلماتك ستلقى مصيرها في سلة المهملات، جميعها مع صورك. ما كنت أدري وأنا ألملم بقايا رجولتك أنك سوف تنتهي في خانة المنسيين
و من ثم يأتي صوتك البعيد في سماعة الهاتف ليسأل عن أحوالي، و أجيبك بكل ما أوتيت به من هدوء : أيا فجيعتك بخسارتي
No comments:
Post a Comment